ما ودعك ربك
أقرأ سورة الضحى وتمر علي آية: "ما ودّعك ربك وما قلى" وأفكر بها كثيرًا. كل ما قرأتها يطمئن فؤادي وتستكن روحي. "ما ودّعك ربك" وكأنها تذكير مع كل قراءة لن تكون وحيدًا وربي معك. أعود لسبب نزول الآية فيزداد حبي وطمنينئتي عند قرائتها. فقد نزلت هذه الآية بعد مرور أيام ولم ينزل الوحي على الرسول -صلى الله عليه وسلم-، بدأ كلام المشركين على الرسول بأن ربه قد ودعه وأبغضه. فتنزل سورة الضحى ويقسم فيها الله "والضحى" "والليل إذا سجى" تليها "ما ودّعك ربك وما قلى". وكأن الله يربت على قلب الرسول لست وحيدًا أنا معك
أحمل هذه الآية في قلبي.. معي في كل مكان
تلي هذه الآية "وما الآخرة خير لك من الأولى" تذكير بأن كل هذا زائل وأن الآخرة خير لنا من كل هذا العالم المؤقت. "ولسوف يعطيك ربك فترضى"أسألني أعطك حتى ترضى. "ألم يجدك يتيمًا فآوى" ووجدك وحيدًا فحبب الناس بك ولين قلوبهم لك. "ووجدك ضالًا فهدى" هداك لنعمة الإسلام وعلمك مالم تكن تعلم. "ووجدك عائلًا فأغنى" أغناك من بعد فقرك. فكيف لك يا إنسان أن تخاف ومعك رب لا يتركك وحيدًا: يلين قلوب الناس لك، يهديك، يغنيك ويعطيك حتى ترضى
ماذا أريد منك يا عبدي؟ "فأما اليتيم فلا تقهر" "وأما السائل فلا تنهر" "وأما بنعمة ربك فحدث" فلا تذهب حق اليتيم، وإذا سألك عبدًا من عبادي فأعطه واقضي له حاجته، وحدث بالنعم التي رزقتك إياها
أحمل هذه السورة في قلبي.. معي في كل مكان
أقرأ هذه السورة مرارًا وفي كل مرة شعورها يزيد في قلبي. تلمسني و"تطبطب" على روحي بطرق يصعب وصفها. وكأن تسلسل هذه السورة هو سيل من الحب واليقين والإيمان والتسليم والطمأنينة بأن "ما ودّعك ربك وما قلى". مرت عليك أيام تصفها سوداء لبشاعتها "ما ودّعك ربك وما قلى".مرت عليك مواقف لا تعلم ما مدى عمق جرحها "ما ودّعك ربك وما قلى". تخوض وتسهى في عوالمك التي لا تفيق منها إلا وأنت تدمع "ما ودّعك ربك وما قلى". أقول لصديقتي وأنا أبتسم -أشعر ببعض من الأسى- فتأتي هذه الآية في خواطري وأذكر -- ما ودّعك ربك وما قلى
أحملها في قلبي وأتذكرها وأتذكر -- ولسوف يعطيك ربك فترضى