بعد النوم تجي الرياضة




السنة الماضية من حياتي كانت مليئة بالأحداث. كل يوم هو عبارة عن مهام لا تنتهي. أستيقظ الساعة ال١٠ صباحًا.. أعمل لمدة ٦ إلى ٨ ساعات.. أذهب للنادي لأتمرن.. أنتهي من التمرين في حدود الساعة ال١١.. أعود للمنزل لتناول العشاء والنوم. لا مجال للراحة حتى في أيام نهاية الأسبوع لأنني كنت أعسكر مع الفريق (الذهاب إلى فندق ونوم ليلة قبل المباراة) وفي بعض الأحيان السفر خارج جدة والعودة بعد المباراة مباشرةً مما يعني الوصول إلى المنزل الساعة ال٥ صباحًا. أصبحت حياتي عبارة عن مهام تتلو المهام. خلال آخر شهرين من الموسم بدأت أقدم أوراقي لدراسة الماجستير مما يعني أنني زدت المهام التي أفعلها وأكيد أنني أضفت بعض من التوتر إلى حياتي


لم أدرك مدى صعوبة ما كنت أفعله حتى إنتهى الموسم بدأت حياتي تدريجيًا تعود لرتمها الهادئ. في البداية شعرت وكأن الموضوع غريب.. "إيش يعني ما عندي شي؟؟؟!!!!" بدأت أبحث عن ما يشغل يومي. لم أدرك وقتها أن فعل اللا شيء ممتع. ولم أدرك أن الملل أحيانًا هو الذي يولد الإبداع. بعد مضي عدة أسابيع على آخر يوم في الموسم أدركت حتمًا أنني لم أعد أريد الإحتراف في عالم كرة القدم. ليس بسبب كرهي لللعبة ولكن لأن رتم الحياة السريع لا يناسبني أبدًا



مع شعور الملل الذي واجهني و لم أكن معتادة عليه لأنني لم أكن أملك الوقت لكي أشعر به. بدأت أفكر في روتين حياتي. شعرت وكأنها كانت بداية جديدة لمرحلة جديدة. والسؤال الذي واجهني هو "كيف أريد أن أبني حياتي الجديدة؟". أول ما فكرت به كشخص رياضي بعد تنظيم نومي: هو ما هي الرياضة التي سأمارسها الآن. بعد ممارسة كرة القدم لأكثر من ٨ سنوات كانت مسألة الرياضة سهلة وواضحة. ولم أكن أحتاج لتشجيع لكي أقوم بممارسة نشاط حركي. ولكن الآن الوضع إختلف يجب علي أن أجد نشاط آخر

بدأت بالإشتراك في نادي رياضي في البداية لم تواجهني مشكلة ولكن بعد أسبوعين بدأت أشعر بالملل. وأدركت وقتها أنني كنت أستمتع في الأيام التي كنت أركض فيها على السير. في الأيام التي لم أكن أريد الذهاب كنت أشجع نفسي من خلال تذكيري بالشعور الذي سينتابني بعد الجري. عندما إنتهى إشتراكي في النادي، كنت متأكدة أنني لا أريد تجديده

تذكرت أنني شخص تسهل عليه المهام وبناء العادات، عندما يكون لديه هدف كبير يرد أن يصل إليه. مثلما كنت لا أتغيب عن أي تمرين كرة قدم لأن هدفي كان أنني أريد أن أصبح لاعبة أفضل. فبدأت أفكر: هل هناك هدف أو شيء في قائمة الأمنيات "bucket list" يساعدني في ممارسة رياضة معينة.. آآهههههه أريد أن أركض ماراثون على الأقل مرة واحدة في حياتي

فقررت أن أبدأ أتمرن لكي أركض ماراثون كامل 



بسبب أن لدي وقت إضافي الآن عدت لعادة القراءة. في يوم ما عندما إنتهيت من قراءة أحد الكتب، عدت لمكتبتي لأبحث فيه عن كتاب أبدأ في قراءته، وقعت عيني على كتاب "متى؟" للمؤلف داينييل بينك. يتحدث الكاتب عن أسرار التوقيت. في أحد الفصول كان يتكلم عن أهمية البدايات، وكيف أن بعض الأيام بسبب أهميتها الشخصية للإنسان تصبح دافع له لبدء عادات جديدة أو تغيير عادات سلبية. وجدت أن هذه الفترة من حياتي هي أفضل وقت للتوقف، أخذ خطوات إلى الوراء والبحث عن حقيقة ما أريد فعله في حياتي. هذه الفترة هي أفضل وقت للبدء من جديد. تعلمت خلال السنين الماضية ماذا لا أريد أن أفعل. الآن أعلم جيدًا ماذا أريد آن أفعل في حياتي على الأقل خلال الفترة القادمة

بعد تنظيم ساعتي البيولوجية للنوم والإستيقاظ مبكرا: أعلم جيدًا أنني متحمسة جدًا لكي أبدأ رحلة التدريب لخوض ماراثون. ولكن لا أعلم إذا كان الجري هو الرياضة التي سأستمر بممارستها

ملاحظة: إذا قرأت المقال السابق -- لسا ما لقيت إجابة لكيف أوقف 
استخدام انستقرام