إنت الإجابة
لطالما أصبت بالإحباط عندما أخوض نقاش مع من حولي أن التغيير يبدأ من داخلك. ليس لأني لا أتفق مع الفكرة، لكن كنت أتسائل دائمًا من أين أبدأ؟ وكيف أشعر أنني بالفعل بدأت مرحلة التغيير. لطالما أصبت بالإحباط لأن من السهل الإعتماد على أن يأتي ذلك الشخص الذي سينقذك بدلًا من الخوض في عوالمك التي قد يكون النظر إليها مؤلم بعض الشيء. هذه العوالم هي التي تجعلنا نتخذ قرارات من الممكن أن تغير مصيرنا فقط لأننا لم نتشافى منها. من السهل حمل تلك الحقيبة المليئة بكل قصص الماضي، الصديق الذي الرحل، الرعاية التي لم تقدر، التبرير الذي لم يعطى، الرسالة التي لم يتم الإجابة عليها. من الصعب جدًا فتح تلك الحقيبة والنظر داخلها
كنت أتهرب من هذا الواقع، حتى أدركت أن لا مفر من تلك الحقيبة
تلك الحقيبة هي المرجع عندما أمر بحدث ما. صديقتي لم تشكرني عندما فعلت لها أمر ما = سيحدث مثل ما حدث في الماضي عندما توقفت صديقتي عن شكري ثم توقفت عن إهتمامها بصداقتنا حتى إنتهت علاقتنا. بدلًا من مواجهة الأمر والعودة "للمرجع اللي مو دايمًا يعطينا تنبؤات صحيحة" نهرب من مشاعرنا عن طريق قطع علاقتنا مع الصديق الذي لم يشكرنا. ونبقى في تلك الدوامة. ما حصل في الماضي هو ما سيحدث لنا في الحاضر والمستقبل. إلى أن نعود للحقيبة ونخرج ذلك الموقف ونسأل الأسئلة الصحيحة ونتقبل الموقف ومدى عمق الجرح الذي تسبب فيه
تلك الدوامة التي بت متأكدة الآن أنني أعيش فيها. قررت أنني لم أعد أريد الهروب من تلك المشاعر. أريد كتابة مستقبل مختلف عن الماضي الذي يوجد في تلك الحقيبة
كيف ألاقي هذه الإجابات؟ عندما يحدث موقف مشابه لما حصل معي بالماضي، يجب علي أولًا أن أكون مدركة لسبب المشاعر التي أمر بها. أدرك مدى تأثير ما مررت به في الماضي على شعوري في الحاضر، أسأل نفسي
ليش قاعدة أمر بهذا الشعور؟
ماذا يريد هذا الشعور أن يخبرني عن نفسي؟
هل يتطلب مني هذا الموقف فتح الحقيبة والبحث عن ماضي يجب علي أن أتقبله؟
ماذا يجب علي أن أفعل لكي أتاكد بأن مرجعي "عقلي الباطن" قاعد يقول لي الحقيقة؟
أدرك أننا نعيش في عالم "حساس جدًا". مقصدي من كل تلك الحوارات التي أخوضها مع نفسي ليس أن أنظر بعمق لكل ما يحدث لي. هناك بعض الأمور يجب تجاوزها بكل بساطة. ولكن المشكلة تكمن عندما يتكرر نفس الموقف مرة تلو الأخرى وكأن العالم يصرخ يريدني أن أفهم الدرس. ولكن أظل أُفضل حمل تلك الحقيبة التي باتت ثقيلة جدًا بدلًا من النظر داخلها
أجد نفسي الآن أمر بصراعات كثيرة من هذا النوع بسبب أنني أمر بشعور غير جيد كلما حاولت أن أتغير. ولكن قرأت في كتاب "الجبل هو أنت" للكاتبة بيرانا ويست: أنك عندما تقرر تغيير أمر ما في حياتك ستشعر أنك خرجت عن المألوف وقد يكون هذا الشعور مزعج، حتى إن كان هذا هو القرار الأفضل لك
يجب علي أن أخرج من منطقة راحتي لأن التغيير الذي أريده قد يكون مزعج ومؤلم ولكن هو الطريقة الوحيدة لخوض الحياة التي أريدها. يجب علي تقبل فكرة أن كل الإجابات التي أبحث عنها هي في داخلي. فقررت أن
أ
عيش في خارج منطقة راحتي إن كان هذا ما يتطلبه التغيير، حتى
يصبح الغير مألوف، مألوف